أخر الاخبار

تطبيقات الواقع الافتراضي في مجالات التدريب والتعليم

 ما هو الواقع الافتراضي – VR؟

قل أن نتعرف على تطبيقات الواقع الافتراضي في مجالات التدريب والتعليم، سنبدأ بالحديث عن تقنية الواقع الافتراضي أو كما تُعرف بالإنجليزية بـ Virtual Reality وهي عبارة عن تجربة افتراضية يمكن لأي شخص خوضها في العالم الحقيقي، أما عن الناحية الفنية، فالواقع الافتراضي هو تكنولوجيا أجهزة التقنية لإنشاء ومحاكاة عالم افتراضي.

تطبيقات الواقع الافتراضي في مجالات التدريب والتعليم
تطبيقات الواقع الافتراضي في مجالات التدريب والتعليم

تسمح أجهزة الواقع الافتراضي بالانتقال إلى مكان افتراضي يعتمد على بيانات تؤثر على حواس الإنسان، ولكن ليس لها صلة بالواقع الحقيقي، وتُستخدم التقنية في عديد المجالات، كالأعمال والرياضة والتعليم، وغيرها من المجالات، حيث تعد نقلة كبيرة في مجال التدريب والتعليم نظرًا للبيانات الضخمة التي توفرها التقنية بسرعة ودقة كبيرة.

تطبيقات الواقع الافتراضي في مجالات التدريب والتعليم

لا يمكن لأي تقنية تكنولوجية أن تحل محل العنصر البشري في أي قطاع، بل تساهم التكنولوجيا في تعزيز التجربة الخاصة بالإنسان، وهذا ما تقوم به تقنية الواقع الافتراضي في مجال التعليم، حيث تفتح أمام الطلاب آفاقًا جديدة لم تكن ضمن آليات التعليم من قبل، وفي النقاط القادمة سنسرد عدد من تطبيقات الواقع الافتراضي في مجالات التدريب والتعليم، وهي كما يلي:

تعزيز مشاركة الطلاب

الاستعانة بالواقع الافتراضي في الفصول الدراسية يزيد من التواصل بين المعلمين والطلاب، ويجعل العملية التعليمية ككل أكثر جاذبية، ما يعزز من مشاركة الطلاب، فكلما كان الفصل أكثر تفاعلية كلما كان الطلاب أكثر إقبالًا على الدراسة، لذلك مع اعتماد الطلاب على التكنولوجيا في حياتهم اليومية أصبح من الصعب الاعتماد على الأساليب التقليدية في جذبهم للدراسة، وتعد أدوات الواقع الافتراضي أكثر جاذبية.

الرحلات الميدانية الافتراضية

توفر الرحلات الميدانية المعرفة اللازمة للطلاب، حيث يتعلم الطلاب أسرع عبر التطبيق العملي، وتعد الرحلات جزءًا أساسيًا من التعليم، لكن في بعض الأوقات يكون من الصعب تنظيمها، ويأتي هنا دور أدوات الواقع الافتراضي في التعليم، حيث تقدم التقنية اللازمة للاستمتاع بتجارب السفر دون زيارة المكان الفعلي، بصورة أسهل بكثير وغير مكلفة.

التعليم عن طريق التجربة

التعليم القائم على قراءة وكتابة المعلومات ثم تحليلها لا يساعد جيدًا على تذكرة المعلومات والاستفادة منها فيما بعد، حيث إن الغرض من التعليم هو دمج النظرية مع التطبيق العلمي، لهذا تساعد أدوات التكنولوجيا الحديثة كالواقع الافتراضي في توفير عروض تفاعلية تجعل الطلاب يشعرون وكأنهم جزء من المادة العلمية التي يدرسونها، حيث يمكن للطلاب رؤية الأشياء كما هي، ما يساعدهم على تذكرها لفترة أطول.

التعلم عن بُعد

أصبح من الضروري الاعتماد على تطبيقات الواقع الافتراضي في مجالات التدريب والتعليم خلال الأعوام الأخيرة، خاصة بعد مرور الكوكب بجائحة كبيرة مثل جائحة كوفيد 19، حيث اتجهت المؤسسات التعليمية نحو الاستعانة بتقنيات الواقع الافتراضي لتعزيز تجارب التعلم، وقد ساعدت التقنية بالفعل في تعزيز التواصل بين كافة أطراف العملية التعليمية، وتوفير بيئة تعليمية أكثر تفاعلية.

تدريب عالى التقنية

يستخدم الواقع الافتراضي في مجالات التدريب والتعليم لتوفير تدريب عملي عالي التقنية، حيث تساهم التقنية المتطورة في اكتساب الخبرات بسرعة نتيجة توافر المعلومات بالكم والدقة الكافية، حيث يمكن كذلك محاكاة مواقف معينة ثم التدرب عليها، ما يسهل اكتساب الخبرة، مثال على ذلك، تستخدم تقنية الواقع الافتراضي في الكليات العسكرية لتدريب الطلاب على المعارك القتالية بشكل افتراضي.

مزايا الواقع الافتراضي في مجال التعليم

تتنوع تطبيقات الواقع الافتراضي في مجالات التدريب والتعليم حيث تقدم التكنولوجيا المتطورة أدوات لم نكن ندرك أنها موجودة من قبل، خاصةً فيما يتعلق بالمعلومات وعرضها، وكيفية التفاعل معها في البيئة الواقعية، وفي النقاط التالية سنعرض كيف تضيف تقنية متقدمة مثل الواقع الافتراضي لمجال التعليم:

تفاعل أكثر مع المحتوى

أهم ما يسمح بها الواقع الافتراضي في التعليم هو تفاعل الطلاب مع المحتوى الدراسي، حيث يمكن لهم التجول في كافة التفاصيل المتعلقة به، ومناقشة ذلك مع المعلمين والزملاء، بالإضافة لذلك يسمح الواقع الافتراضي بتعديل العناصر الناقصة، ما يجعل الدراسة أكثر جاذبية ويعطيها المصداقية المطلوبة.

محاكاة الواقع التعليمي الحقيقي

يخلق الواقع الافتراضي البيئة الملائمة للمحتوى الدراسي الحقيقي، وذلك عن طريق تصميم واقع تعليمي يحاكي البيئة التي يصعب على الطلاب تخيلها نتيجة نقص المعلومات، حيث يمكن للواقع الافتراضي محاكاة الفضاء الخارجي داخل الفصل الدراسي من خلال تصميم ثلاثي الأبعاد، ما يُمكن الطلاب من التفاعل مع المواد كأنها حقيقة.

زيادة مستويات التركيز

تتميز تقنية الواقع الافتراضي بالبساطة والاقتصار على عرض المعلومات المطلوبة، وعرض صورة واضحة لكامل المحتوى التعليمي، على عكس الطريقة التقليدية التي تعتمد على أساليب معقدة بعض الشيء على معظم الطلاب ما يشتت ذهنهم بعيدًا عن المحتوى الدراسي، بالتالي فإن استخدام الواقع الافتراضي في التعليم يزيد من إنتاجية الطلاب، ويجعلها أكثر دقة.

زيادة فرص التعليم

يزيد الواقع الافتراضي من فرص التعليم، على سبيل المثال يتطلع بعض الطلاب دائمًا إلى تعلم مهارة بجانب الدراسة كتعلم لغة جديدة أو زيادة الخبرة في موضوع محدد كالرسم أو الموسيقى، لكن لا يملكون الوقت أو المعلومات الكافية للبداية واستكمال تعلم المهارة، ويأتي هنا دور الواقع الافتراضي في التسهيل على الطلاب، وتوفير كافة الأدوات اللازمة لتعلم المهارات الإضافية.

تنوع أساليب التعليم

تُتيح تطبيقات الواقع الافتراضي في مجالات التدريب والتعليم أساليب جديدة في التعليم، حيث يمكن للواقع الافتراضي تقديم الكثير من الاستراتيجيات مثل التعليم التعاوني وحل المشكلات والمناظرة ولعب الأدوار وإجراء المشروعات، وغيرها الكثير من الأساليب.

سلبيات الواقع الافتراضي في التعليم

تحدثنا عن كيفية مساهمة تطبيقات الواقع الافتراضي في مجالات التدريب والتعليم في تطوير التعليم، وجعل العملية التعليمية أكثر تفاعلية وجاذبية، مع ذلك هناك بعض السلبيات التي يجب أيضًا الحديث عنها، وآخذها في الاعتبار، وهي على النحو التالي:

سعر الواقع الافتراضي الباهظ

التقنيات التكنولوجيا الحديثة عادة ما تكون باهظة الثمن، لذا قد يكون ارتفاع أسعار الأجهزة اللازمة لتقنية الواقع الافتراضي هو أحد العوائق التي تعطل استخدام التقنية في التعليم، كما أن تكلفة البرجمة والتطبيقات مرتفعة أيضًا.

المشاكل التقنية

على الرغم من الحواجز التي كسرها الواقع الافتراضي ألا أن الثغرات التقنية تعد من أبرز المشكلات التي تعطل الدروس مثل مشكلات الصوت أو الفيديو، كما أن سرعة الإنترنت لدى بعض المستخدمين خاصةً في العالم العربي عادة لا تكون جيدة كفاية، ما يُخفض من جودة الدرس.

الاعتماد على الحواس

يعتمد الواقع الافتراضي على ثلاث حواس هم: البصر والسمع واللمس، لذا قد تصبح التقنية تحديًا لبعض الطلاب الذين يعانون من مشكلات في أي من الحواس السابقة، مع ذلك، ننتظر تطور كبير في التقنية مستقبلًا لتلائم جميع الطلاب، وتخطى مثل هذه العقبات.

الإحساس بالعزلة

يختلف الطلاب من حيث الطرق التي يتعلمون بها، والبعض منهم يميل إلى الدراسة مستقلًا، وهذا ما قد يخلق مع الوقت إحساسًا بالعزلة، ما يؤثر على الحالة النفسية لهم، والبعض الآخر يميل إلى الدراسة في فريق، وهنا يأتي دور الواقع الافتراضي ليجمع بين الأسلوبين بإنشاء أدوات تشجع المتعلمين على الخروج من عزلتهم.

تأثير ضار على الصحة

الاعتماد على تطبيقات الواقع الافتراضي لفترة كبيرة في التعليم قد يؤدي إلى وقوع أضرار صحية، حيث قد يتعرض الطلاب إلى صداع بسبب الجلوس أمام الشاشة، وكذلك مع الوقت يبدأ ظهور مشاكل في العمود الفقري.

في الختام، الاعتماد على تطبيقات الواقع الافتراضي في مجالات التدريب والتعليم بالتأكيد أصبح من الضروريات التي يجب على الأجيال القادمة الاستفادة منها في التدريب على المهارات والتعليم، وخلال موضوعنا ذكرنا أبرز التطبيقات، وأهم مزايا التقنية، وبعض السلبيات أيضًا.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-