كيف يتم شفط الماء من الملاعب في كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب؟ شرح شامل من داخل أرضية الملعب
مع انطلاق منافسات كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب، تتجه أنظار الجماهير ليس فقط إلى النجوم داخل المستطيل الأخضر، بل أيضًا إلى الجوانب التقنية والتنظيمية التي تضمن سير المباريات في أفضل الظروف، خاصة عند هطول الأمطار الغزيرة. ومن أكثر الأسئلة تداولًا: كيف يتم شفط وتصريف المياه من أرضية الملعب خلال وقت قياسي؟
ما يحدث داخل الملاعب ليس حلًا عشوائيًا أو إجراءً بسيطًا، بل هو منظومة هندسية متكاملة صُمّمت خصيصًا للتعامل مع أسوأ الظروف الجوية، وضمان جاهزية أرضية اللعب مهما كانت كمية الأمطار.
لماذا تتجمع المياه فوق أرضية الملعب؟
رغم أن الملاعب المستضيفة لكأس إفريقيا 2025 تُعد من أحدث الملاعب في القارة الإفريقية، إلا أن تجمع المياه فوق العشب قد يحدث في بعض الحالات الاستثنائية، خاصة عند نزول كميات كبيرة من الأمطار خلال وقت قصير.
- هطول أمطار رعدية كثيفة في فترة زمنية قصيرة
- تشبع طبقات التربة السطحية بالمياه
- الضغط الكبير على العشب في مناطق الجزاء ووسط الميدان
- انسداد جزئي لبعض فتحات التصريف بسبب الأتربة أو بقايا النباتات
لكن هذه الحالات تكون مؤقتة، لأن الملاعب الحديثة مصممة للتعامل معها بسرعة فائقة.
الفرق بين تصريف المياه وشفط المياه
أولًا: نظام تصريف المياه (Drainage)
هو النظام الأساسي الدائم الموجود تحت أرضية الملعب، ويعمل بشكل أوتوماتيكي عند نزول الأمطار. وظيفته نقل المياه من سطح العشب إلى خارج الملعب دون تدخل بشري مباشر.
ثانيًا: شفط المياه (Water Pumping)
يُستخدم كحل طارئ عندما تكون كمية المياه على السطح أكبر من قدرة التصريف الطبيعية. وهنا تتدخل الفرق التقنية بمعدات خاصة لسحب المياه بسرعة.
كيف تم تصميم أرضية ملاعب كأس إفريقيا 2025 بالمغرب؟
طبقة العشب الطبيعي أو الهجين
تعتمد الملاعب الحديثة على عشب طبيعي عالي الجودة أو عشب هجين يجمع بين الطبيعي وألياف صناعية دقيقة تساعد على الثبات وتحمل الأمطار الغزيرة.
طبقة التربة الرملية (Root Zone)
تتكون من خليط مدروس من الرمل والمواد العضوية، يسمح بمرور المياه بسرعة ويمنع تشكل البرك على السطح.
طبقة الحصى
تقع أسفل التربة مباشرة، وتعمل كقناة توزيع للمياه نحو شبكة الأنابيب المثقبة.
شبكة الأنابيب المثقبة
أنابيب مدفونة تحت أرضية الملعب، تحتوي على فتحات صغيرة تمتص المياه وتنقلها إلى قنوات التصريف الرئيسية.
الميل الهندسي الخفي لأرضية الملعب
رغم أن الملعب يبدو مستويًا تمامًا، إلا أنه مصمم بميل طفيف جدًا غير محسوس، يسمح بتوجيه المياه نحو نقاط التصريف دون التأثير على حركة اللاعبين أو الكرة.
ماذا يحدث لحظة نزول الأمطار قبل المباراة؟
فور بداية الأمطار، تبدأ فرق الصيانة في مراقبة أرضية الملعب وتحديد المناطق الأكثر عرضة لتجمع المياه، خاصة:
- وسط الميدان
- مناطق الجزاء
- الأركان
إذا كان التصريف يعمل بكفاءة، تختفي المياه تدريجيًا دون الحاجة لأي تدخل إضافي.
معدات شفط المياه المستخدمة في الملاعب
ماكينات شفط المياه السطحية
تشبه المكانس الصناعية العملاقة، وتعمل على سحب المياه من فوق العشب دون إتلافه، وتُعد من أسرع الحلول في الحالات الطارئة.
المضخات المتنقلة
تُستخدم في حال وجود تجمعات مائية كبيرة، حيث يتم ضخ المياه مباشرة خارج أرضية الملعب.
المسّاحات الأرضية اليدوية
يتم استعمالها لدفع المياه نحو فتحات التصريف، خاصة في المناطق الحساسة.
كيف يتم الحفاظ على سلامة العشب بعد الشفط؟
بعد إزالة المياه، لا ينتهي العمل، إذ تقوم فرق الصيانة بـ:
- تمشيط العشب لإعادة توزيع الألياف
- تهوية التربة السطحية لتحسين امتصاص الرطوبة
- فحص تماسك الأرضية لتفادي الانزلاق
اختبارات جاهزية الملعب قبل انطلاق المباراة
قبل إعطاء الضوء الأخضر لانطلاق المباراة، يتم إجراء عدة اختبارات، أهمها:
- اختبار ارتداد الكرة
- اختبار الجري والانزلاق
- فحص مناطق الجزاء وخطوط التماس
ولا يتم استئناف اللعب إلا بعد التأكد من سلامة الأرضية بالكامل.
كم من الوقت يستغرق شفط المياه وتجهيز الملعب؟
يعتمد الوقت على كمية الأمطار، لكن في أغلب الحالات:
- أمطار خفيفة: من 10 إلى 20 دقيقة
- أمطار متوسطة: من 30 إلى 60 دقيقة
- أمطار غزيرة جدًا: قد تصل إلى 90 دقيقة
خلاصة
عملية شفط وتصريف المياه في ملاعب كأس أمم إفريقيا 2025 بالمغرب ليست إجراءً عشوائيًا، بل هي نتيجة تخطيط هندسي دقيق، وتجهيزات متطورة، وفرق صيانة محترفة تعمل خلف الكواليس لضمان إقامة المباريات في أفضل الظروف الممكنة.
وعندما تشاهد الملعب جاهزًا بعد دقائق من هطول الأمطار، تذكّر أن تحت العشب توجد منظومة كاملة تعمل بصمت من أجل كرة القدم.
